تمدين سريع
لقد تمت سيرورة التمدين، والتي انطلقت منذ العشرينات بسرعة وكثافة. ففي بداية القرن العشرين كانت نسبة التمدين أقل من 10% وقفزت إلى 30% في 1960 و 51,3% في 1994 لتصل 57% سنة 2004.
تطور الساكنة الحضرية ( أعداد بالآلاف)
السنة |
الساكنة |
نسبة التمدين |
نسبة تزايد المتوسط السنوي |
||
المجموع |
الحضرية |
الساكنة الإجمالية |
الساكنة بالوسط الحضري |
||
1900 |
4 600 |
450 |
9,8 |
||
1952 |
9 342 |
2 648 |
28,3 |
1,67 |
3,98 |
1960 |
11 626 |
3 389 |
29,1 |
2,77 |
3,21 |
1971 |
15 379 |
5 401 |
35,1 |
2,51 |
4,29 |
1982 |
20 419 |
8 730 |
42,7 |
2,57 |
4,44 |
1994 |
26 073 |
13 414 |
51,4 |
2,06 |
3,64 |
غير أن هذه المعدلات النسبية لا تترجم جيدا التوسع العددي الحاصل: فقد تضاعفت الساكنة الحضرية أكثر من 30 مرة خلال القرن العشرين. فتحولت من 450 ألف نسمة سنة 1912 إلى أكثر من 16 مليونا في 2004 بينما لم يكف عدد المدن المختلفة الحجم عن التزايد. ومؤكد أن هذا المسار سيدوم ويتقوى في المستقبل وينتظر أن تبلغ الساكنة الحضرية 70% من مجموع السكان حوالي سنة 2025 أي تقريبا ما بين 24 و 25 مليون نسمة. حسب ماتنزع له التطورات المرجحة.
المدن التي لا تتجاوز ساكنتها 50 ألف نسمة
التاريخ |
عدد المدن |
Avant 1982 |
114 |
1982 |
177 |
1994 |
253 |
وينتج التزايد المذهل للساكنة الحضرية من جهة أولى عن الهجرة القروية المكثفة والمستمرة والتي تجذب آلاف القرويين نحو المدن بحثا عن ظروف أحسن للعمل وللعيش وهكذا ساهمت الهجرة القروية بحوالي 33% في تزايد عدد سكان المدن في الفترة 1971- 1982 و 49% بين 1982 و 1994 ومن جهة أخرى يجب تسجيل أن هذا التزايد ناتج عن نمو ديمغرافي داخلي للمدن والذي أضيفت له عناصر تقنية مرتبطة بتوسيع المدارات الحضارية وإعادة الترتيب التي رقت قرى صغيرة إلى مراكز حضارية جديدة( وقد مثل هذا العامل، حسب التقديرات، 12% من نسبة التزايد الحضاري بين 1971 و 1982 و 6% بين 1982 و 1994 وفي سياق التحول الإجمالي الذي يعرفه البلد يجب كذلك تسجيل أن وتيرة تزايد الساكنة الحضارية والتي بلغت أوجها في الثمانينات ( حوالي 4,5% سنويا) بدأت تتناقص نسبيا، بسبب تراجع الهجرة القروية وخصوصا بسبب التراجع الواضح لنسبة التزايد الطبيعي في الوسط الحضاري والذي مرده لتناقص الخصوبة، إلا أن البلد يسجل أكثر من 400 ألف ساكن حضري إضافي سنويا الشيء الذي يمثل تحديا كبيرا أمام توفير مناصب الشغل والسكن والبنيات التحتية والتجهيزات الحضارية وهكذا يقدر عدد المساكن اللازم توفيرها سنويا ب 170 ألف في المتوسط، وهذا لا يسمح به الإنتاج المحلي. ونتج عن ذلك ظهور مناظر حضارية متباينة حيث الأحياء السكنية اللاقانونية والسرية بل وحتى القصديرية أصبحت السمة الثابتة.
نظام حضاري متوازن إجماليا
يحصى اليوم أكثر من 350 تجمعا ومركزا حضريا بالمغرب ونجد في المدن التي تتجاوز ساكنتها مائة ألف حوالي 70% من السكان الحضريين للبلد وتجري عمليات إعادة التنظيم لفائدة المدن المتوسطة والصغيرة. وبالمقابل لا تضم المدن التي سكانها أقل من عشرين ألف نسمة سوى 15% من مجموع السكان الحضاريين.
البنية الحضرية حسب حجم المدن
التصنيف حسب الحجم ( عدد الساكنة ) |
المدن و المراكز |
الساكنة |
|||
العدد |
% |
العدد |
% |
النسبة / سنة 1982-94 |
|
أقل من 5000 |
102 |
34,5 |
284986 |
2,1 |
0,41 |
5000-20000 |
116 |
39,2 |
1184177 |
8,8 |
4,86 |
20000-100000 |
58 |
19,6 |
2648881 |
19,8 |
2,62 |
100000-1000000 |
18 |
6,0 |
5355831 |
39,9 |
5,29 |
أكثر من 1000000 |
2 |
0,7 |
3941784 |
29,4 |
2,37 |
المجموع |
296 |
100,0 |
13415659 |
100,0 |
3,63 |
المدن الإحدى عشر الأكبر بالمغرب
|
الساكنة |
||
1971 |
1982 |
1994 |
|
الدار البيضاء |
1506373 |
2139204 |
2738477 |
الرباط - سلا |
530366 |
832479 |
1203307 |
فاس |
327139 |
486299 |
774754 |
مراكش |
332741 |
439728 |
672506 |
أكادير |
101374 |
234918 |
499458 |
طنجة |
187894 |
293446 |
499114 |
مكناس |
254026 |
336247 |
443214 |
وجدة |
175532 |
260082 |
357278 |
تطوان |
144515 |
208800 |
300659 |
القنيطرة |
141821 |
191704 |
298532 |
آسفي |
129113 |
197309 |
262276 |
وتهيمن أربع مدن كبيرة منها تجمعان عملاقان ( البيضاء الكبرى والرباط و سلا) على النظام الحضري، وتنحو العاصمتان العتيقتان فاس ومراكش إلى تجاوز المليون نسمة نظرا للوظائف التي لم تعد تقتصر على الطابع الجهوي المحض، نفس الشيء بالنسبة لطنجة في الشمال و أكادير في الجنوب ومكناس في الوسط و وجدة في الشرق.
وتمثل الدار البيضاء حالة خاصة جدا: فمن مدينة متواضعة تابعة لميناء عند بداية القرن (20 ألف نسمة)، سترقى أنفا، الدارالبليضاء فيما بعد، بفعل قوى الاحتلال، وفي إطار برنامجه الاستغلالي لثروات البلاد إلى مستوى الميناء الرئيسي للمغرب وقد أملى قرار إنشاء ميناء اصطناعي بها وضعها بالقرب من جهات فلاحية ( الشاوية ودكالة وتادلة) وخصوصا مجاورتها لمناجم هامة للفوسفاط بخريبكة إذ أصبحت المدينة بسرعة المحرك الرئيسي لاقتصاد البلاد وذلك بتجميعها لأهم الصناعات وباستحواذها على وظيفة أهم مركز تجاري للجملة الجالب لأهم وظائف التسيير المالي، وتمتد الدارالبليضاء -التي تضم المحمدية شمالا- على 60 كلم طول الساحل بعمق يتراوح بين 2 كلم و 10 كلم، ويبلغ عدد سكانها حوالي 4 ملايين.
وقد طبعت التصاميم الأولى لتهيئة المدينة بنمو على شكل حلقات تتمفصل حول الميناء والمدينة القديمة وقامت الأحياء الصناعية في الجزء الشمالي الشرقي، بينما تموضعت الأحياء الغنية في الغرب وفي الجنوب الغربي، غير أن المنشآت الصناعية انتشرت فيما بعد في كل مكان وبدأ حي الأعمال التجارية جنوب الميناء يتسع إلى ما بعد الحي الراقي، (آنفا مثلا) وشكل بناء مسجد الحسن الثاني على الشاطئ نقطة انطلاق لعملية حضرية واسعة تشمل على الخصوص تهيئة طريق ساحلي ( كورنيش) جديد.
وتلعب الرباط وسلا، أمام الدارالبيضاء الكبرى، دور مركز توازن حيث تقوم بوظائف التسيير السياسي والاداري للبلد وقد كانت في الأصل مدينة رومانية قديمة لاتزال آثارها مرئية sala colonia ) في شالة ...) و قد تطورت مدينة الرباط و سلا تاريخيا ، بشكل شبه مستقل على ضفتي نهر أبي رفراق، و بقيت المدينتان متواضعتين حتى القرن العشرين . وقد بدأ الازدهار مع تحويل العاصمة السياسية عند بداية عهد الحماية في 1912 من فاس إلى الرياط وقد نمت هذه الأخيرة أولاً داخل السور الموحدي جنوب المدينة القديمة لتخترق الأسوار في كل الاتجاهات ،أما سلا التي كانت أهم من الرباط لتوفرها على قاعدة اقتصادية أحسن وعلاقات قوية مع بواديها، فقد تحولت تدريجيا إلى مدينة مرقد تستقبل الفائض الديمغرافي للعاصمة .
ويمتد حاليا هذا التجمع السكاني على 30 كلم طول الساحل و يبلغ عدد سكانه حوالي المليونبن. و يلعب القطاع الثالث الوظيفة الجامعية و الأنشطة الصناعية دورا رياديا في وظائف المدينة واقتصادها.